هناك العديد من المقترحات التي يجب مراعاتها لضمان نجاح فعاليات إدارات
العلاقات العامة ومدى الالتزام الأخلاقي في سلوكيات العاملين بها في مؤسساتنا العربية
بحيث إذا التزم بها ممارسو العلاقات العامة واعتنقها القائمون على مهنة العلاقات العامة
ووضعوها محل التنفيذ لصارت مهنة العلاقات العامة من المهن التي يشار إليها بالبنان
باعتبارها قلب المهن وواجهتها وباعتبار العلاقات العامة هي القلب النابض لأي مؤسسة
في المجتمع فإن هذه الرؤى والمقترحات ستضفى قيمة وأهمية للمهنة تزيدها فاعلية إلى فعاليتها
وهذه المقترحات خلاصة دراسات وأبحاث علمية وتجارب خبراء في مجال العلاقات العامة والإدارة
وذلك من خلال الدراسة التي قمت بها في رسالة الماجستير الخاصة بى حول : "أخلاقيات
العمل في العلاقات العامة ومدى تطبيقها في واقع الممارسة المهنية في الوطن العربي
" ومن أهم هذه المقترحات ما يلي :
1- توضيح مفهوم المسئولية الأخلاقية لدى العاملين وتنميتها: ويقصد بها تحديد المعايير الذاتية الداخلية
التي تتصل بالولاء والانتماء ويقظة الضمير تجاه فعاليات العمل،أي كل ماله علاقة بالمفاهيم
والقيم الأخلاقية للفرد التي ينبغي أن يلتزم بها من أجل النهوض بالمؤسسة ربحيا وماديا
وثقافيا .
2- وضع ضوابط وأسس إجرائية لقواعد أخلاقيات مهنة العلاقات العامة في وطننا
العربي تتمثل في:
إرشاد ممارسيها وتوعيتهم
بفاعلية سلوكهم الخلقي تجاه الجمهور، والحلول الواجبة الإتباع فيما يعترضهم من مشكلات
حيال قيامهم بأعمالهم .
3- تفعيل دور جمعيات العلاقات العامة ودعمها ماديًا ومعنويًا على أنها
هيئات ذات صفة اعتبارية في الوطن لديها الصلاحية في إقرار معايير الممارسات المثالية
العليا وتطبيقها على أصحاب المهنة بما يحقق إعادة تأهيل العاملين في مؤسسات العلاقات
العامة، وتحديد القيام بأدوارهم في تلك المؤسسات، ولعل خير دليل قيام جمعيات العلاقات
العامة في الوطن العربي كجمعية العلاقات العامة العربية بمصر وجمعية العلاقات العامة
الكويتية بالكويت وجمعية العلاقات العامة البحرينية بالبحرين وغيرها بدورها الرائد
حول القيام بالأنشطة والمؤتمرات الدولية من أجل حماية المصالح القومية والنهوض بالوطن
العربي سياسيا وثقافيا وماديا وعلميا .
4- تطوير مفهوم الأخلاقيات المهنية كحقل رئيسي من تخصص العلاقات العامة
يتناول الأسس والمنهجية النظرية لطبيعة الأخلاقيات المهنية للممارسين وكيفية تتبعها
والمشكلات التي تعترض واقع العمل فيه، بجانب الحلول المختلفة التي يمكن اللجوء إليها.
5- قيام المؤسسات العربية والشركات الكبرى الاقتصادية منها والسياسية بإصدار مدونات أخلاقية تكون مرشدًا وموجهًا لقرارات
المديرين وسلوك العاملين في العلاقات العامة في مجالات عمل هذه الشركات بما يضمن الموازنة
والكفاءة والأخلاقيات ومصالح الأطراف المختلفة، هذا إلى جانب العمل المشترك مع جمعيات
العلاقات العامة من أجل إصدار مدونات أخلاقية لأخلاقيات الإدارة والعلاقات العامة.
6- اهتمام الشركات والمؤسسات
الاقتصادية بالوطن العربي باختبار المديرين
والممارسين على أساس متوازن من الكفاءة والخصائص الأخلاقية بما يضمن أن يكونوا مصدرًا لتعزيز سمعة ومكانة الشركة
وضمن ذلك يكون الاهتمام بتدريب العاملين في مجال الأخلاقية في الإدارة والعمل
7- التعليم والتدريب: تعليم وتدريب الممارسين على أخلاقيات العمل يؤدي إلى حل التناقض بين الخلفية
السابقة للممارس وما تنص عليه مبادئ الأخلاق ومعاييرها التي تنظم شئون العمل أي التوفيق
بين مصلحة العمل والمصلحة الشخصية من خلال اعتماد القواعد الأخلاقية لمهنة العلاقات
العامة.
8- لابد أن يتغير مفهوم العلاقات العامة بالمنظمة بحيث تكون مسئوليتها
الأساسية أنها مصدر رئيسي لاحتياجاتهم وأن تكون جزءًا حيويًا وشريانًا للمؤسسة وأنها
تعبر عن القيم والمسئولية الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع.
9- تكوين مجلس أعلى للعلاقات العامة على غرار المجلس الأعلى للصحافة على
أن يكون من بين أعماله تسجيل المخالفات والملاحظات المتعلقة بسلبيات الممارس، ومحاولة
وضع كود جدير للأخلاقيات المهنية في العلاقات العامة ووضع عقوبات وجزاءات على من يخالف
ذلك وذلك وصولا لأكبر قدر من الربحية والإنتاجية بالمؤسسات المختلفة .
10- ضرورة تدريس أبعاد أخلاقيات الإدارة والعلاقات العامة في أقسام وكليات
الإعلام المختلفة وكليات التجارة والإدارة بدول الوطن العربي وتدريب الطلاب عليها بحيث
تصبح المبادئ الأخلاقية ومواثيق الشرف ليست مجرد مبادئ مثالية وإنما أساسًا للوصول
إلى ممارسة جيدة تخدم المجتمع وترفع درجة المصداقية والمسئولية الاجتماعية والأخلاقية
نحو الجمهور.
11- منح صلاحيات لإدارة العلاقات العامة بالمؤسسات وغيرها لكي تتمكن من
إضفاء العلاقات العامة علي أنشطة المؤسسة ككل.
12- وجود نقابة مهنية للعلاقات العامة تدافع عن المهنة وتضع لها دساتير
وقوانين ترشد المهنيين وتوجههم وتحدد لهم مالهم وما عليهم وأن تكون هناك لجنة للقيم
والأخلاق بالاتحاد المهني للعلاقات العامة.
المصدر :
د. وليد خلف الله
مدرس الإعلام والعلاقات العامة المساعد بجامعة جنوب الوادي