إن بناء مجتمع متقدم
ومتطور قادر على مواكبة متطلبات هذا العصر هدف تسعى إليه كافة المجتمعات الإنسانية
وكل الدول بغض النظر عن النظم المختلفة السائدة فيها. لــذلك قام العديد من هذه
الدول بإعطاء أهمية وعناية خاصة للعلاقات العامة ليس فقط على الصعيد الداخلي، و
إنما امتدت هذه الأهمية والعناية لتشمل المسرح الدولي أيضا، وهذا ما دفعها إلى
تكوين وزارات خاصة للقيام بهذه الغاية لها ميزانياتها المناسبة وأفرادها المتمرسين
بهذا الاختصاص لكي تتمكن من القيام بوجباتها ومهامها الموكلة أليها على أكمل وجه
في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ، من خلال تأمين
التنسيق والتعاون المستمر بين كافة المنظمات الداخلية والخارجية لتوحيد الجهود
وتوجيهها باتجاه واحد يهدف لبناء المجتمع المنشود الذي تصبو إليه . وبذلك لم تعد
العلاقات العامة وظيفة حيوية فقط بالنسبة للمنظمات والمؤسسات الداخلية و إنما تعدت
المجال الاقتصادي " التجاري والصناعي " لتصل إلى المحيط السياسي والدولي
.تنمو المؤسسة في بيئة اقتصادية لا يمكن السيطرة عليها بسهولة ، هذه البيئة ، وفق
العلاقات التي تقيمها مع المؤسسة ، يمكن أن تكون الرافعة الأساسية لنموها أو حاجز
أمام تطورها، فالمؤسسة ليست " هدفا " اقتصادية معزولا .من اجل وضع
استراتيجية علاقات عامة ناجحة على المؤسسة أن تعرف جيدا بيئتها وجماهيرها وقياس
كمية المعلومات اللازمة لإقامة هذه العلاقات الناجحة والمتناغمة .لا يمكن تجاهل
أهمية التخطيط لأي نشاط خاصة كلما زادت درجات تعقيد بيئة المنظمات وكبرت أحجامها
وتعددت أنشطتها وأصبح من الصعوبة بمكان الاتصال المباشر بالجماهير الداخلية
والخارجية . أهمية التخطيط في العلاقات العامـــة :التخطيط يعني خطة الوصول إلى
الأهداف المرسومة للمؤسسة لتوقعات المستقبل .