728X90

6:35 م

أهمية وسائل الإعلام في العالم



تتعدد وسائل الاتصال أو الإعلام الجماهيري إلى أربعة أصناف أساسية هي : الطبيعية والسمعية والبصرية ، والسمعية – البصرية ، تستخدم حسب حاجة الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والنفسية والأخلاقية العامة .

 
على العموم ، تتمتع وسائل الإعلام أو الاتصال الجماهيري بعامة ، المسموعة والمرئية والمكتوبة ، بأهمية خاصة في الدولة المعنية أو الدول المجاورة ، لما لها من تأثير مباشر وفوري على الجمهور في كافة المجالات والميادين . وكثيرا ما يطلق على وسائل الإعلام المختلفة عبارة " السلطة الرابعة " بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وذلك كناية عن دورها المميز في المجتمع . ولكل وسيلة من وسائل الإعلام مميزات تختلف عن الأخرى حسب النوع أو الشكل . فالكتب والدوريات ( الصحف والمجلات ) هي الوسائل الإعلامية القديمة – الجديدة التي يمكن للإنسان أن يعرف من خلالها الأخبار والنشاطات والفعاليات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها ، إلا  أنها أصبحت في العصر الحاضر تحتل أهمية من الدرجة الثالثة بعد الإعلام المرئي والمسموع ، وذلك كونها وسيلة إعلامية مقروءة تنشر الخبر في اليوم التالي على الأغلب ،إلا أنها تمتاز بميزة لا يمكن لوسائل الإعلام الأخرى أن تتمتع بها وهذه الميزة تتمثل في إمكانية الاحتفاظ بالصحيفة أو المجلة أو النشرة لدى الإنسان العادي لفترة زمنية أطول .

والإعلام الإذاعي ( المسموع ) له تأثير ووقع على الأذن ، أسرع زمنيا وأقوى معلوماتيا من الصحف والمجلات ، كون هذا النوع من الإعلام يمكنه الوصول إلى مساحة أوسع ليشمل الدولة التي يتم البث من أراضيها والدول المجاورة ، وبهذا فان له السبق والأولوية في النشر والأخبار ، وهذا يرجع إلى طول أو نوع الموجة الإذاعية التي يتم البث من خلالها ، هل هي موجة  : متوسطة ، أو طويلة أو قصيرة ، أو البث على كافة أطوال الموجات الإذاعية السابقة ، كما إن الخدمة الإذاعية يمكنها الوصول إلى المستمع المفترض بأقصر فترة زمنية محددة بكلفة اقل للفرد والجماعة على السواء .

والإعلام المرئي ( التلفزيون ) سمعي وبصري ، يجتذب العين والأذن في الآن ذاته ،  له قوة تأثير أقوى من كافة وسائل الإعلام الأخرى كالصحف والمجلات والإذاعات في عصرنا الحاضر وخاصة بعد امتداد البث التلفزيوني وشموله مساحات واسعة من العالم عبر الأقمار الصناعية فيما يعرف بالقنوات الفضائية ، وتعود زيادة قوة التأثير في الإعلام المرئي إلى كونه ينقل الصوت والصورة المرافقة له وكأن المشاهد يرى ما يحدث عن قرب . فالفضائيات تخترق الحدود الطبيعية والجغرافية دون رقيب سياسي أو عسكري . على الإجمال ، تقوم وسائل الاتصال الجماهيرية أو الإعلام : المكتوبة والمسموعة والمرئية ، باعتبارها السلطة الرابعة في الدولة ، بعدة ادوار ومهام ووظائف ، من أبرزها:

أولا : التثقيف العام وتكوين الآراء والاتجاهات :

تعمل وسائل الإعلام على تقديم الخدمات الإخبارية والحقائق الصادقة والدقيقة ، لتساهم في زيادة المعلومات العامة لدى الجمهور في كافة المجالات العسكرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية ، من خلال إبراز الرأي والرأي الآخر ضمن بوتقة تثقيفية مبرمجة قائمة على احترام الآراء الأخرى وبالتالي تكوين أو تشكيل رأي سليم عام غالب .

وتشمل عملية التثقيف العام الأفراد والأسرة ، والتنشئة الاجتماعية والسياسية والثقافية ، كتربية الأطفال وتعليم الكبار ذكورا وإناثا ، وطرق المعاملات والمجاملات الاجتماعية وآداب السلوك العامة من العادات والتقاليد والقيم والأخلاق الحميدة أو الشريرة ونبذ الخلافات والانحرافات على اختلاف وتنوع صورها وأشكالها ، في البيت والشارع والمدرسة والمؤسسة ، لخدمة الصالح العام والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين في شتى مجالات الحياة . ويمكن لوسائل الإعلام أن تغير اتجاهات الرأي العام حيال أي مسألة من المسائل في الحياة العامة والخاصة فهي الوسيلة الأكثر انتشارا لإيصال المعلومات والأخبار بشأن قضية أو قضايا معينة

ثانيا : التعليم الشعبي العام المفتوح :

وهي وظيفة رئيسية من وظائف ومهام مختلف وسائل الإعلام ، تهدف إلى زيادة نشر المعلومات العامة والمتخصصة لمساعدة الجمهور على التفكير السليم وتنمية المهارات اللغوية والمهنية تجاه نمط معين من أنماط التعليم . وتشمل عملية التعليم العام الذكور والإناث في : رياض الأطفال ، طلبة المدارس ، طلبة الجامعات ، والعمال والفلاحين والأميين من كافة الفئات الاجتماعية . وفي كثير من الأحيان يتم تخصيص زوايا إذاعية أو تلفزيونية أو صفحات في صحيفة معينة لمعالجة قضايا التعليم العام . وتشمل تعليم القوانين والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية حسب الفلسفة الفكرية والإنسانية السائدة أو التي تهدف إلى ترسيخها الدولة أو الثورة أو المؤسسة الإعلامية . كما تلعب وسائل الاتصال دورا مهما في التدريب على مختلف المهارات والقضايا المطروحة بهدف رفع الكفاية الإنتاجية وتحسين الأداء العام للأفراد والجماعات والأحزاب السياسية والقضاء على الأمراض الاجتماعية .

ثالثا : توثيق المعلومات والبيانات :

تساهم وسائل الاتصال الجماهيرية في توثيق المعلومات والبيانات بشكل كلي أو جزئي أو انتقائي وفق ما تحدده إدارة المؤسسة الإعلامية الخاصة أو الحكومية أو العامة أو الحزبية ، وذلك من خلال نقلها للمعلومات والخدمات المتعددة على مدار فترات زمنية متعاقبة أو متقطعة في مناسبات وطنية ورسمية ، يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية . وبهذا فان ملفات وسائل الاتصال والحالة هذه تعد نوعا من التأريخ لنشاطات أو فعاليات رسمية أو شعبية أو فردية ، يمكن للباحثين أو الراغبين أو المهتمين الرجوع إليها وسهولة لاستفادة من المعلومات أو البيانات أو الإحصائيات المحتفظ بها والموثقة وفق مواضيع أو عناوين محددة .

رابعا : بث ونقل الشعائر الدينية :

إيمانا منها في كسب ود السواد الأعظم من المتلقين للمواد الإعلامية المختلفة ، تسعى معظم وسائل الاتصال الجماهيري إلى تغطية وبث الشعائر الدينية وفق السياسة العامة لوسيلة الإعلام ، وذلك بشكل يومي أو التركيز على أحداث دينية محددة وخاصة في المناسبات الدينية الأساسية الأسبوعية أو الفصلية أو السنوية ، حيث يتم إجراء اللقاءات والحوارات مع كبار المسئولين الدينيين أو مع عامة الشعب ميدانيا أو مكتبياً ، مثل نقل وقائع الصلوات والعبادات والطقوس الدينية الإسلامية أو المسيحية أو غيرها ، من المساجد يوم الجمعة أو الكنائس يوم الأحد  ، لتبقى وسائل الإعلام قريبة من نفسية المتلقي وبالتالي كسب مصداقية لدى الجمهور .

خامساً : التسلية والإمتاع والترفيه :

يسعى القائمون على وسائل الإعلام المختلفة لتضمين مواد مسلية للترفيه والترويح والتنفيس عن المتلقين قراء أو مشاهدين أو مستمعين لتمضية أوقات فراغهم  ، بمختلف فئاتهم العمرية والنوعية ، الأطفال والشباب والرجال والنساء على حد سواء ، وذلك لأن هموم الحياة ومشاغلها كثيرة ومتشعبة ،  والإنسان بطبعه يحب التنويع في مسيرة الحياة اليومية ، وهو بحاجة ماسة إلى الترويح عن النفس لنسيان أو تناسي المنغصات العادية أو الطارئة ولكي يتمكن من ممارسه حياته الطبيعية اليومية بشكل عادي خال من التوتر . وتشتمل المواد الإعلامية على العديد من الفقرات الإذاعية أو التلفزيونية أو المكتوية في الصحف والمجلات وغيرها ، مثل الموسيقى والأغاني والمنوعات التقليدية والعصرية والكلمات المتقاطعة والجوائز المالية والعينية وسواها .

سادساً : الرقابة العامة   :

من خلال عملها العادي ، الآني ، أو اليومي على مدار الساعة أو الأسبوعي ، تقوم وسائل الإعلام الحرة المستقلة أو الحزبية أو حتى الحكومية ، أو  الأهلية بدور الرقيب العام على تصرفات وسلوكيات السلطات الثلاث ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) ، للتعبير عن آمال وطموحات الشعب وطرح همومه اليومية ، وقد تكون عملية الرقابة مباشرة أو غير مباشرة بوساطة توجيه النصح والإرشاد أو النقد أو الاعتراض ، على سياسة من السياسات الحكومية ، للحيلولة دون تنفيذ قرار محدد ، أو على ممارسة غير طبيعية أو غير مقبولة اجتماعيا أو دينيا أو قانونيا أو سياسيا أو أمنيا . وتتركز عملية الرقابة الإعلامية على سلطة من السلطات الثلاث من خلال عمليات الضغط النفسي والشعبي والرسمي على الحكام والمسئولين باستخدام كافة أساليب الضغط والتأثير للابتعاد عن الديكتاتورية والتعسف وبالتالي إتاحة المجال للشعب للمشاركة في صنع القرار وبالتالي المساهمة في عملية الاستقرار والأمن النفسي والجماهيري العام . وتستطيع وسائل الإعلام أن تساهم بدرجة كبيرة في حل المشكلات العامة أو التخفيف منها ومواجهة التحديات العامة بأفضل السبل المتاحة .

وتتباين عملية الرقابة العامة لوسائل الإعلام وتأثيرها في المجتمعات الغربية عنها في المجتمعات النامية ، في الأنظمة الديموقراطية أو الدكتاتورية ،  للكشف عن الفساد الإداري والمالي والاجتماعي والسياسي  ، وكلما سادت حرية الكلمة والرأي والتعبير في المجتمع كلما زادت عملية الرقابة العامة على سلوكيات سياسية أو برلمانية أو ثقافية أو دينية وسواها . وكلما زادت عملية ممارسة الرقابة الإعلامية الصادقة والمسئولة ، على التصرفات للإفراد أو المؤسسات أو الوزارات كلما زادت مصداقية الوسيلة الإعلامية التي توجه النصح والنقد والاعتراض للدفاع عن حقوق الأفراد والجماعات لدى الجمهور  المتلقي للرسالة الإعلامية وبالتالي كلما ارتفعت نسبة تأثيرها على الرأي العام واكتسبت السمعة الإعلامية الحقيقية القادرة على إحداث التغيير المطلوب .

سابعاً : التنمية الاقتصادية والإعلانات التجارية :

والإعلانات التجارية أو الرسمية لنشاطات وفعاليات المؤسسات العامة أو الخاصة ، مهمة في عملية التمويل المالي لعمل المؤسسة الإعلامية المعنية من جهة  ، لدفع الرواتب وإضافة التطويرات التقنية والإدارية ، وضرورية أيضا لتعريف المتلقي للرسالة الإعلامية بنوعية السلع والخدمات الوطنية المنتجة لزيادة تسويقها وبيعها . وتستخدم  في الإعلان لغة رمزية محددة للترغيب في اقتناء سلعة معينة وتفضيلها عن مثيلاتها المحلية أو الأجنبية ، والإعلانات الرسمية والشعبية غير التجارية أيضا تحتل مساحة معينة في وسائل الأعلام أو الاتصال الجماهيري لإيصال خبر أو معلومة إلى فئة في المجتمع أو إلى الشعب ككل . وتهدف الدعاية الإعلانية للترويج لسلعة تجارية لزيادة مبيعاتها وإقبال الناس عليها بإظهار النواحي الايجابية المميزة لها .

ثامناً : بناء العلاقات العامة : Public  Relations

تهدف وسائل الأعلام إلى بناء العلاقات العامة الطيبة مع الجمهور من خلال الدعاية والترويج لموضوع معين لإكتساب التأييد العام والرضا العام . ويطلق على عملية بناء العلاقات العامة هندسة الرضا والتفاهم ، وبالتالي فان العلاقات العامة المتأتية من وسائل الاتصال الجماهيري تعتمد على نقل المعلومات والأفكار والحقائق مبسطة لتفسير ظاهرة أو سلوك معين لمؤسسة أو وزارة أو منشأة اقتصادية . وهي جهود مدبرة مبرمجة هادفة ومتواصلة لتحقيق التفاهم بين المرسل والمستقبل ( المؤسسة والشعب ) ، والعمل على تحقيق الانسجام أو التكيف الاجتماعي بين المؤسسة والشعب . فالعلاقات العامة تعتبر فن ( هندسة وتدبير التفاهم والرضا ) أو ( الإنسان الوسيط ) أو ( السفير ذو النية الطيبة ) . وتهدف العلاقات العامة إلى جعل المؤسسة في أحسن صورة أمام الأفراد والجماعات والجماهير وبالتالي تهدف إلى بناء علاقات طيبة أو الاحتفاظ بها وتجنب أو إزالة سوء التفاهم أو العلاقات السيئة ، والإصلاح والتدعيم من وراء الستار . وللعلاقات العامة فنونا متعددة في بناء المصالح والاهتمامات .


وتبرز العلاقات العامة في الانتخابات السياسية والعامة بشكل سريع ومتسع ، فهي ذات أهمية مركزية للعمل السياسي وتشتمل العلاقات العامة حالتي الدفاع والهجوم الإعلامي .

  
على أي حال ، تبرز أهمية وسائل الاتصال الجماهيري في العالم بشكل لافت للنظر ، عبر الإعلام والتوعية الملتزمة بالأخلاق الحميدة والقيم والمثل العليا والأعمال الصالحة الفضلى في المجتمع وفق منهجية وطريقة الإسلام والأصالة البشرية . وكان في الزمن السابق يلعب الشعراء دورا إعلاميا هاما ، ولهذا وبخ الله سبحانه وتعالى الإعلاميين أو الشعراء الغاوين الذين يمدحون الأشرار حتى وإن كانوا حكاما أو محكومين من الأقارب أو الأباعد نسبا وقرابة ودما وصداقة

 فقال  في محكم التنزيل الحكيم : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}( القرآن المجيد ، الشعراء (.


المصدر