728X90

11:26 م

الوظيفة الإتصالية لإدارة العلاقات العامة بالمؤسسات الإعلامية المصرية



"الوظيفة الإتصالية لإدارة العلاقات العامة بالمؤسسات الإعلامية المصرية دراسة تطبيقية علي المؤسسات الصحفية القومية و إتحاد الإذاعه و التلفزيون المصري"

دينا محمد كامل الخطاط عين شمس الآداب علوم الاتصال و الإعلام ماجستير


"تطورت صناعة الإعـلام تطورا كبيرا ، فأصبحت صناعه ضخمه لها إستثماراتها و مواردها الماديه و البشريه التي تكفل إدارة عملها بشكل فعال ، و بجانب كونها صناعه إعـلاميه لها ربح إقتصادي ، فإن لها أيضا رساله إجتماعيه تجاه جماهيرها و مجتمعها الذي تعمل فيه . و تتعامل المؤسسات الإعلاميه مع فئات جماهيريه متنوعه سواء من داخل المؤسسه أو من خارجها ، مما يؤكد علي أهمية إدارة العلاقات العامه ؛ في إدارة عملية الإتصال مع هذه الجماهير بشكل منظم و هادف .

و نظرا لأهمية الإتصـال للمؤسسات عامه و المؤسسات الإعلاميه بشكل خاص ، و لكون الوظيفه الإتصاليه هي الوظيفه الأساسيه للعلاقات العامه ، كان هدف هذه الدراسه التركيز علي دراسة الوظيفه الإتصاليه لإدارات العلاقات العامه بالمؤسسات الإعلاميه المصريه ؛ و هي دراسه تطبيقيه علي المؤسسات الصحفيه القوميه و إتحاد الإذاعه و التلفزيون ، بهدف التقييم الموضوعي للعمليه الإتصاليه في إدارات العلاقات العامه و أسالـيب ممـارستها لوظيفتها الإتصـاليه في هذه المؤسسـات ، و دراسة الجوانب الإداريه و التنظيميه التي تؤثر علي هذه الممارسه ، و الكشف عن مدي نجاح إدارة العلاقات العامه مع جماهير المؤسسه الداخليه ، و مدي إعتمادهم عليها و علي أنشطتها الإتصاليه ، بالإضافه إلي رصد أهم الصعوبات و المعوقات التي تعترض ممارستها لعملها و ذلك تمهيدا لإقتـراح توصيات تسهـم في حلهـا و التغلب عليه .

و تعد هذه الدراسه من الدراسات الوصفيه التي تستهدف تحليل و تصوير الظاهره المبحوثه ومحاولة الوصول إلى الحقائق المتعلقه بطبيعة ظاهرة ما ، بهدف وصف الظاهره في واقعها المعاش والوصول إلى معلومات دقيقه عنها . و في هذا الإطار إعتمدت الباحثه علي المنهج المسحى ، بإعتباره من أنسب المناهج العلميه ملائمة لهذه الدراسه ، فتم مسح كل من : أساليب ممارسه القائم بالإتصال لأعمال العلاقات العامه ، بالإضافة إلي دراسه تقييم الجمهور الداخلي لهذه الممارسه "" .
و قد تم التطبيق علي عينه قوامها سبعه و سبعون ممارسا للعلاقات العامه ، بالإضافه إلي مائه و تسعه و ثمانون فردا من الجمهور الداخلي في عينه من المؤسسات الصحفيه القوميه و إتحاد الإذاعه و التلفزيون المصري بقطاعاته المختلفه و البالغ عددها ثلاثه عشر قطاعا ، و ذلك بإستخدام صحيفتي إستبيان بالمقابله الشخصيه لتجميع بيـانات الدراسه ، كما إستخدمت الباحثه أداتي الملاحظه الميدانيه و المقابلات المتعمقه لتوفير رؤيه أعمق عن واقع الممارسه الفعلي و ربطها بإستجابات المبحوثين ، مما يوفر مجالا خصبا لدراسة واقع ممارسة العلاقات العامه ، و قد خرجت الدراسه بمجموعه من النتائج و التي يمكن تلخيصها فيما يلي :

أولا : نتائج الدراسه الميدانيه الخاصه بممارسي العلاقات العامه :

1- نتائج تتعلق بتنظيم إدارة العلاقات العامه بالمؤسسات الإعلاميه :
• توجد إداره مستقـله للعلاقات العامه في المؤسسات الإعـلاميه عينة الدراسه ، و تسمي معظم هذه الإدارات "" إدارة العلاقات العامه "" أي أنها إحدي الإدارات التنفيذيه التي تعتبر من المستويات الإداريه المتوسطه التي تلي المستويات الإداريه العليا ، كما يطلق علي بعض هذه الإدارات أيضا "" الإداره العامه للعلاقات العامه "" ، و هي من المستويات الإداريه العليا ؛ و من المؤسسات التي تتبع هذه التسميه "" وكالة أنباء الشرق الأوسط و بعض قطاعات الإتحاد مثل شركة صوت القاهره "" .

• يلاحظ بوجه عام إستقرار الهيكل التنظيمي للمؤسسات الإعلاميه عينة الدراسه ، و إستقرار البناء التنظيمي لإدارات العلاقات العامه بها منذ بداية إنشائها و حتي الآن ، و يعتمد تنظيم العمل داخلها علي أحد نمطين ، أولهما : التقسيم وفقا للفئات الجماهيريه التي تتعامل معها إدارة العلاقات العامه ، فتقسـم إلي :       "" العلاقات العامه الداخليه ، العلاقات العامه الخارجيه "" ، و تعتمد المؤسسات الصحفيه و بعض قطاعات إتحاد الإذاعه و التلفزيون علي هذا النمط .          و ثانيهما : التقسيم وفقا للمزج بين الفئات الجماهيريه و وسائل الإعلام ، فتقسم إلي : "" العلاقات العامه الداخليه، العلاقات العامه الخارجيه، التعليقات الصحفيه "" ، و تتبع هذا النمط بعض قطاعات إتحاد الإذاعه و التلفزيون .

2- نتائج تتعلق بتنظيم إدارة الموارد البشريه بإدارة العلاقات العامه :
• تعتبر الوساطه و المعارف أكثر الطرق المتبعه في تعيين ممارسي العلاقات العامه ، تليها تعيينات أبناء العاملين ، أي أن أكثر المصادر المتبعه في التوظيف بإدارات العلاقات العامه هي المصادر الداخليه ، كما توضح النتائج الإهتمام بإجراء المقابلات الشخصيه قبل التعيين ، و لكنها عادة ما تكون هذه المقابلات مقابلات شكليه ؛ أي لا يترتب عليها القبول أو الرفض .

• هناك إهتمام بتعيين ممارسي العلاقات العامه من حملة المؤهلات الجامعيه العليا و خاصة في الفتره الأخيره ؛ حيث يلاحظ إرتفاع المستوي التعليمي لغالبية الممارسين بنسبة (96.1%) ، بينما لم يكن هناك إهتمام بالتخصص و الخبره ، حيث إنخفضت نسبة الممارسين المتخصصين سواء في مجال العلاقات العامه أو الإعلام بشكل عام بنسبة (22.1% فقط) ، و قد إتفق غالبية ممارسي العلاقات العامه علي أن العمل بهذا المجال لا يحتاج لدراسه متخصصه .

3- نتائج تتعلق بممارسة إدارة العلاقات العامه لوظيفتها الإتصاليه :
• تبين من نتائج الدراسه الميدانيه الإهتمام بوجود خطه لعمل إدارة العلاقات العامه ، و غالبا ما تكون خطه سنويه و ثابته في معظم إدارات العلاقات العامه بالمؤسسات عينة الدراسه ، و يرجع ذلك لتكرار معظم أنشطة إدارة العلاقات العامه سنويا ، بجانب ما يستجد من أعمال تتعلق معظمها بتنظيم الأحداث ، كما تبين إرتفاع درجة وعي الممارسين بهذه الخطط و التي تعتمد معظمها علي التوجيهات الشفويه من مديرهم .

• توجد ميزانيه مستقله لإدارة العلاقات العامه في معظـم المؤسسات الإعلاميه ، و لكنها لا تكفي لممارسة كافة الأنشطه ، و يري الممارسين أن أفضل الحلول لمواجهة هذه المشكله هو طلب مخصصات ماليه إضافيه ، لأنه يصعب إلغاء أو تأجيل بعض الأنشطه ، و لكن عادة ما تكون هناك صعوبه في الحصول علي مخصصات ماليه إضافيه .

• تشير النتائج إلي إرتفـاع درجة وعـي الممارسين بإهداف و أنشطة إداراتهم ، و تتمثل أكثر الأهداف التي تهتم بها إدارات العلاقات العامه في المؤسسات الإعلاميه عينة الدراسه في : "" تقديم الخدمات للعاملين بالمؤسسه ، خلق صوره ذهنيه إيجابيه عن المؤسسه "" . أما بالنسبه إلي الأنشطه الإتصاليه التي تمارسها إدارات العلاقات العامه فتبين تركيزها علي: "" الأنشطه الخدميه الخاصه بالعاملين بنسبة (93.5%) ، أنشطة التنظيم بنسبة (92.2%) "" ، و إجمالا يري معظم ممارسي العلاقات العامه أن العلاقات العامه مهنه للتسهيلات و التشهيلات .

• أكثر الوسائل الإتصاليه التي تستخدمها إدارة العلاقات العامه وفقا لإستجابات ممارسي العلاقات العامه هي : "" التليفون العادي ، المقابلات الشخصيه ، لوحات الإعلانات "" ، بينما إنخفضت و بشده درجة إستخدامهم لكل من : "" الراديو ، الكتب و الكتيبات ، البريد الإلكتروني ، التلفزيون "" .

• لا تهتم غالبية إدارات العلاقات العامه بإجراء البحوث بنسبة (93.5%) ، كما أنها لا تهتم بالتقويم بنسبة (93.5%) ، و يتمثل السبب الرئيسي في عدم الإهتمام بوظيفة البحوث في ممارسة العلاقات العامه من وجهة نظر ممارسيها ، في أن الإداره العليا لم تطلب منهم إجرائها .

• أشار ممارسي العلاقات العامه إلي معاناة إداراتهم من مجموعه من الصعـوبات و تتمثل في : "" صعوبات ماليه ، صعوبات ممارسة المهنه ، صعوبات إداريه ، النظـره السلبيه للمهنه ، صعـوبات تتعلق بنـوع ممارس العلاقات العامه "" ، و تحتل الصعوبات الماليه المرتبه الأولي بوصفها أكثر الصعوبات التي تواجه إدارة العلاقات العامه و ممارسيها ، لقلة مواردها الماليه و التي تنعكس علي عدم توافر الإمكانات الماديه التي تكفل بيئة عمل مناسبه .

ثانيا : نتائج الدراسه الميدانيه الخاصه بالجمهور الداخلي :
• أوضحت النتائج إرتفاع نسبة الجمهور الداخلي الذي يتعامل مع إدارة العلاقات العامه ، بينما أشار بعـض المبحوثين إلي عدم تعاملهم معها بنسبة (22.8%) ، و يرجع أهم أسباب ذلك إلي أنهم لا يحتاجونها بنسبة (93%) ، كما أشار غالبية المبحوثين إلي أن إدارة العلاقات العامه لا تهتم بهم .

• تبين من النتائج تفضيل المبحوثين للمقابله الشخصيه دائما كوسيله للإتصال ، لتحتل بذلك المرتبه الأولي بين وسائل الإتصال المفضله لدي الجمهور الداخلي في إتصالهم مع إدارة العلاقات العامه ، كما إحتل التليفون العادي المرتبه الثانيه و لوحة الإعلانات المرتبه الثالثه .

• تبين النتائج ضعـف درجة إعتمـاد الجمهور الداخلي علي إدارة العلاقات العامه و إنخفاض نسبة إستفادتهم منها ، مما يشير إلي عدم قيام إدارة العلاقات العامه بخدمة فئات الجماهير الداخليه كما ينبغي ، مما إنعكس علي ضعف إعتمادهم عليها ، و علي الرغم من ذلك إرتفعت نسبة موافقتهم علي أهمية وجود إدارة للعلاقات العامه في أي مؤسسه .

• تبين نتائج تقييم الجمهور الداخلي لجوانب ممارسه العلاقات العامه ما يلي :
o إرتفاع نسبة الموافقه علي أن ممارسي العلاقات العامه غير مؤهلين للتعامل مع الجمهور و أن عمل إدارة العلاقات العامه بمؤسساتهم عشوائي و غير منظم .

o أشار غالبية المبحوثين إلي أن وظيفة العلاقات العامه وظيفه للتسهيلات فقط ، كما أكد معظمهم علي أن مهام الإستقبال و التنظيم أكثر المهام التي تقوم بها إدارات العلاقات العامه .
o إرتفاع درجة رضاء الجمهور الداخلي عن الأنشطه الخدميه تليها الأنشطه الإجتماعيه ثم أنشطة التنظيم و الأنشطة الترفيهيه ، بينما إنخفضت درجة رضائهم عن الأنشطه البحثيه و الترويجيه و الثقافيه في إشارة لعدم إهتمام إدارات العلاقات العامه بممارستها .

و إجمالا يمكن تلخيص ما سبق في أن هناك فرق بين العلاقات العامه كمهنه و بين العلاقات العامه كإداره ، فعلي الرغم من تطور إدارة العلاقات العامه عن الفترات السابقه ، إلا أنها مازالت في حاجه لإعادة النظر في ممارستها الإتصاليه ؛ و التي تفتقر إلي العمـل وفق أسس علميـه سليمـه ، كما تفتقر إلي الممارس المتخصص و المؤهل لممارسة العمل بهذه المهنه ، و هذا ما أكدته أيضا الدراسات السابقه .

لذا توصي الدراسه بضرورة رفع مستوي تأهيل ممارسي العلاقات العامه و الإهتمام المتواصل بتدريبهم ، بالإضافه إلي رفـع المستوي الإداري للعلاقات العامه فعليا ، و ذلك بتعميق إختصاصاتها و مهامها و منحها الصلاحيات التي تكفل لها ممارسة عملها بمرونه و فاعليه ، بالإضافه إلي تقريبها من الإداره العليا و تفعيل دورها كوظيفه إستشاريه ، كما يجب أيضا تحـديد و توصيف إختصاصاتهـا و وظائفهـا و أدوارها داخل المؤسسات حتي لا يكون هناك تداخل بينها و بين إدارات أخري .


كما توصي الدراسه بأهمية تطبيق الأسس العلميه في ممارسة عمل العلاقـات العامه و تفعيل دور البحوث و التخطيط و التقويم بجانب الإتصال الفعال مع جماهير المؤسسه ، مع توفير كافة الإمكانات الماديه و البشريه و المعلوماتيه و التكنولوجيه لإدارات العلاقات العامه لتفعيل دورها بالمؤسسات ."

المصدر:
http://www.alnodom.com/index.php