728X90

3:25 م

التطور التاريخي للعلاقات العامة



إن العلاقات العامة بمفهومها الحديث لم تعرف إلا في هذا القرن. ولكن بالنظر إلى نشاطها يتضح لنا أن جذورها عريقة تمتد لحضارات قديمة. فالإنسان كائن اجتماعي لا يمكن عزله عن الآخرين. فقد نشأت بينه وبين أفراد المجتمع علاقات مختلفة نتيجة التفاعل.


وتبدأ علاقة الفرد بأسرته أولًا ثم المجتمع الذي يحيط به ثم نطاق القبيلة، وكلما اتسع نطاق المجنمع تنوعت وزادت علاقاته الاجتماعية.كان رئيس القبيلة حريص على حضور أفراح أعضاء القبيلة والمشاركة في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وكل ذلك ضرب من ضروب الإعلام عن طريق خلق علاقة داخلية جيدة مع أفراد القبيلة. وقد قام الشعراء في القبائل بدور اعلامي كبير حيث نشر مناقب القبيله اَثارها.

و بهذا يمكن القول بأن وظيفة العلاقات العامة وجدت مع وجود الإنسان نفسه. وتدرجت أصولها حتى اسندت إلى شخص معين لإجادته التعبير لما لديه كم قوة اقناع وتاثير على الاخرين.

العلاقات العامة عند قدماء المصريين
اهتم ملوك الفراعنة بالاتصال بالأهالي في مناسبات كثيرة. واهتمت الدولة بتسجيل ووصف الأحداث الهامة في المجتمع مثل الانتصارات الحربية والبعثات التجارية وحفر الترع واقامة الجسور وتسهيل وتجهيز الطرق... الخ.
واهتمت الدولة بتسجيل هذه الأحداث وعرضها على الناس وكانت تهدف من وراء هذا العرض والاعلام إلى كسب تأييد الجماهير وإقناعهم بأن الحاكم حريص على مصلحتهم ومهتم بقضاياهم وأمورهم.

واستخدموا واجهات المعابد وجدرانها لنقش التعاليم الدينية كما كانوا يصورون عليها بعض الأحداث البارزة والتي تكشف عن جوانب سياسية أو اقتصادية أو دينية.مثال ذلك عندما اعتلى الملك مينا العرش تم توحيد الوجهين القبلي والبحري، حيث أعلنت هذه المناسبة في لوحة تذكارية تبين ذلك واستخدموا لها الرمز الذي أشار إلى توحيد الوجهين، ووضعوا تحت العرش نبات البردي المجلوب من الجنوب مع زهر الزنبق المجلوب من الشمال.

العلاقات العامة عند بابل واَشور
كان لملوك بابل صحف تسجل فيها الحوادث اليومية وتوجه عن طريقها التعليمات. وقد كان الملك حمورابي يدعو عماله وموظفيه في الأقاليم للحضور إلى بابل في الأعياد والمناسبات وخاصة في عيد حصاد القمح ويذيع أوامره وتعليماته في كافة أنحاء المملكة.
واستخدم الآشوريون اللوحات الطينية التي تتضمن النشرات المصورة التي تروي حوادث انتصاراتهم وما فعلته جيوشهم بالأعداء ويعرضونها في قاعاتهم وشوارعهم.

العلاقات العامة عند اليونان والرومان
عند اليونان والرومان كانت العلاقات العامة بالاتصال بأفراد الشعب وتوسعوا في أنشطة العلاقات العامة نظرا لارتفاع ثقافة الشعب. وكانوا يستخدمون العديد من الوسائل منها القصائد الشعرية مثل أشعار هوميروس والنشرات اليومية عن أعمال مجلس الأشراف لتعريف الشعب بالأحداث.

العلاقات العامة في الحضارة الإسلامية
عنى الإسلام بالإنسان وكرامته وأفكاره ورغباته، ولذلك نجد أن الدعوه الإسلامية لم تأخذ نهج الإرغام بل اعتمدت على التعامل الشخصي والتجاري وإقامة علاقات صادقة وعلى البراهين والإقناع والحجة في نشرها. واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم وسائل الاتصال الشخصي وغير الشخصي حيث كان يوفد الرسل ويبعث الكتب إلى الملوك والأمراء ويدعوهم إلى الدخول في الإسلام. ويعد أسلوب الإقناع من أهم الوسائل الحديثة التي يقوم عليها علم العلاقات العامة.
واهتم الإسلام بعد فتح البلاد بكتابات الفقهاء في التوجيه والإرشاد. وكانوا يرون في تلاوة القران أثراً قويا في رفع الروح المعنوية للمسلمين في الحرب والسلم.
وإن الدين الإسلامي دعا إلى المعاملة الحسنة والمعشر الطيب، لما لذلك من أثر في تصفية النفوس وتقريبها بعضها من بعض.

العلاقات العامة في العصور الوسطى
وتسمى بالعصور المظلمة وتردت فيها المجتمعات نتيجة الجهل والفساد كما اتصفت بالانحلال الاقتصادي والاجتماعي والفوضى. وبعد الثورة البروتستانية التي قام بها مارتن لوثر وتحديه لسلطان الكنيسة الكاثوليكية.
عملت الكنيسة الجديدة على تخريج المتعلمين المتخصصين في الدين والنشر وذلك عن طريق الكتاب والمسئولية وغيرهما ممن ساهموا في النشر والإعلام وحذت الكنيسة الكاثوليكية حذوها.

العلاقات العامة في العصور الحديثة
عرفت العلاقات العامة بمفهومها الحديث مع بداية القرن العشرين حيث كان من نتيجة التقدم الصناعي في المجتمعات الغربية ظهور الثورة الصناعية الضخمة التي تعتمد على الإنتاج الكبير. كما تضاعفت أعداد الجماهير التي تتعامل معها هذه المؤسسات، الأمر الذي شكل صعوبة على أصحاب الأعمال في الاتصال بهذه الجماهير العديدة. وكما حرصوا على كسب الجماهير والحصول على رضاهم. وأول من يرجع إليه الفضل في ذلك في هذه الفترة هو "ايفي لي" الذي دعا إلى معاملة المستخدمين معاملة أخلاقية إنسانية، ونبه إلى ضرورة رعاية مصالح الجماهير الخارجية.

وبعد الحرب العالمية الثانية تطورت العلاقات العامة وازدادت أهميتها بصورة ملحوظة، فباتت تلعب دور كبير في المجتمعات العصرية وكان التقدم العلمي والتكنولوجي وتنوع وسائل الاتصال والإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزيون وأجهزة طباعة، تأثير كبير في زيادة أهمية وفعالية العلاقات العامة. إن من مقتضيات الحياة الاجتماعية الصحية تفهم الأفراد لمجتمعاتهم وما يدور فيها من أحداث حتى يتسنى إصدار الأحكام الصحيحة عما يؤديه الجهاز المسؤول إلى المواطن والمجتمع، والموظف لا يملك في كثير من الحالات الوقت الكافي للإطلاع وقراءة ما يدور من حوله في الجهاز من أنشطة وأنظمة أو ما يدور في الأجهزة الأخرى، ويأتي دور العلاقات العامة في نقل صورة مختصرة وسهلة عن هذه الأنشطة عن طريق المطبوعات المختلفة أو النشرات الدورية لنشر الوعي سواء على مستوى الجهاز أو على مستوى الجماهير المعنية بالخدمة التي يقدمها الجهاز.

مما لا شك فيه أن عملية التوعية هذه ليست سهلة وبسيطة كما قد يتبادر إلى الأذهان... فهي تحتاج إلى جهد ووقت وتقوم على مقاييس مختلفة وعلى أسس خاصة تعي أهداف الجهاز وأهداف المجتمع الذي تنتمي إليه.

العلاقات العامة في فلسطين
لم تُمارَس العلاقات العامة في فلسطين بمفهومها الحالي إلا بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في 13 سبتمبر 1993 م, فقد ورثت السلطة الوطنية الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي واقعاً اقتصاديًا وإداريًا وسياسيًا متخلفًا, حيث كان لا يوجد أي بنية تحتية للحياة في الأراضي التي انسحبت منها قوات الاحتلال الإسرائيلي, لذلك كان على كاهل السلطة الوطنية الفلسطينية القيام بالعديد من المهام منها حفظ الأمن في الأراضي التي انسحبت منها قوات الاحتلال الإسرائيلي وأيضا إنشاء حكومة وبرلمان يمثلان الشعب الفلسطيني والقيام بإنشاء المؤسسات الوطنية الفلسطينية التي تخدم كافة أبناء الشعب الفلسطيني. فقد أصدر مكتب المؤسسات الوطنية برئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية في 22 فبراير 1995م الموافقة على إنشاء "نقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام "وكان مركزها الرئيسي القدس برئاسة أحمد خليل المحسن, وكان اعتماد النقابة من مدير عام مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية د.سمير شحادة. وفي اجتماع الهيئة الإدارية لنقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام في القدس وافقت الهيئة الإدارية على تعيين الأستاذ نصار عبد الهادي نصار رئيسا للجنة الفرعية لنقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام في قطاع غزة وكان ذلك في 1 يناير 1996م, وتوقفت نقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام عن العمل كنقابة في قطاع غزة عام 1998 م.
وقد نظمت نقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام العديد من الدورات التدريبية في مجال العلاقات العامة، وكانت أول دورة تدريبية تعقدها النقابة في 3 مارس 1996 م برعاية وزير الإسكان الدكتور زكريا الأغا واستمرت الدورة لمدة شهرين, وكانت تلك الدورة بالتنسيق بين نقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام والعلاقات العامة في مكتب الرئيس, وقد خصصت هذه الدورة للمدراء والعاملين والموظفين في العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات الحكومية في السلطة الوطنية الفلسطينية, وتم تخريج الدورة بجمعية الشبان المسيحية بغزة تحت رعاية د.زكريا الأغا وبحضور السفير القطري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية وعدد من مسئولي مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي أكتوبر من العام 1996م تم إنشاء أول برنامج دبلوم للعلاقات العامة في جامعة الأزهر بغزة, فقد كان البرنامج الأكاديمي الوحيد في جامعات فلسطين وكان الأستاذ نصار عبد الهادي نصار ود. محمد البردويل أول من أنشأ خطة أكاديمية لدبلوم متوسط للعلاقات العامة والإعلام. وبعد توقف نقابة خبراء العلاقات العامة والإعلام عن العمل في قطاع غزة وازدياد عدد طلاب خريجي العلاقات العامة, بدأت فكرة إنشاء جمعية العلاقات العامة الفلسطينية في عام 1998 م وكان صاحب فكرة إنشاء هذه الجمعية الأستاذ نصار عبد الهادي نصار مع عدد من خريجي العلاقات العامة في وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية, ولم تحصل الجمعية على الترخيص من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية إلا في عام 2004م.

وكانت تهدف جمعية العلاقات العامة الفلسطينية إلى:
1. العمل على تطوير مفهوم العلاقات العامة علمًا وممارسةً في المجتمع الفلسطيني.
2. العمل على إبراز أهمية العلاقات العامة في المؤسسات ودورها في خدمة المؤسسة وجماهيرها والمجتمع الفلسطيني بشكل عام.
3. العمل على تدريب وتأهيل الخريجين والممارسين علمياً وعملياً في مختلف مجالات العلاقات العامة ومنحهم رخصة مزاولة المهنة.
4. تحسين أوضاع العاملين في العلاقات العامة والدفاع عن حقوقهم ورعاية مصالحهم وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم بالتنسيق مع الجهات المختصة محلياً وخارجياً.
5. تطوير مهنة العلاقات العامة وتوصيفها وتحسين أداء العاملين ورفع كفاءتهم وتصنيفهم وظيفياً.
6. العمل على رفد المؤسسات الفلسطينية بالكفاءات المتخصصة والكوادر المؤهلة مساعدة الخرجين في الحصول على فرص عمل مناسبة.
7. التنسيق مع المؤسسات الأكاديمية والجمعيات والنقابات المهنية داخل البلاد وخارجها لتطوير وتنمية التعاون بين الأكاديميين والممارسين للعلاقات العامة.
8. تقديم الخبرة والمشورة لدوائر وأقسام العلاقات العامة في المؤسسات الفلسطينية ومساعدتها في وضع خططها وبرامجها على أسس علمية مدروسة.
9. تنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية والمهنية في مجال العلاقات العامة.
10. إقامة علاقات مع جمعيات ونقابات وهيئات ومؤسسات ذات علاقة في داخل البلاد وخارجها.

11. هذا وقد ساهم المركز الدولي للثقافة والعلاقات العامة الذي يرأس مجلس إدارته الدكتور إحمد المحسن ومقره القدس في تأهيل الكثير من الكوادر الفلسطينية المدنية والعسكرية في مجال العلاقات العامة حيث عقد أكثر من 200 دورة متخصصة في مختلف أنحاء المحافظات الفلسطينية. بعد ذلك تم تشكيل لجنة تنظيم العاملين في إدارات العلاقات العامة في السلطة الوطنية الفلسطينية المدنية منها والعسكرية وكان مقر النقابة وزارة التخطيط وكان يرأسها الأستاذ زكي قديح مدير العلاقات العامة في وزارة التخطيط, وبعدها تم تشكيل لجنة العلاقات العامة في الأجهزة الأمنية والشرطية في قطاع غزة وكان يرأس تلك اللجنة العميد/ يعقوب أسعد رحمي (أبو أسعد) مدير العلاقات العامة في الشرطة الفلسطينية في ذلك الوقت.

المصدر:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9