728X90

3:50 ص

كيف تتكون الصورة الذهنية؟




وهنا سؤال هو أنه هل تتكون الصورة الذهنية بناءاً على الحقائق، أم على أساس انطباعات الناس عن الحقائق؟ إذ قد تختلف الثانية عن الأولى، فإنه في بعض المواقع يقع بين الرأي العام وبين الواقع تدافع، حيث إن الرأي اعتاد الانحراف، بسبب مغريات خارجية أو داخلية، وهنا تقع المنشآت في أزمة بين مراعاة الضمير، وبين مراعاة النجاح، حسب الرأي العام، لكن المنشأة إذا كانت لائقة، والإدارة حازمة، يلزم عليهما ملاحظة الواقع، فإن الواقع أحمد عاقبة، وأدوم زماناً.
                


ثم أنه ليس للمؤسسة صورة واحدة عند الناس، بل أحياناً تكون لها عدة صور ذهنية، تختلف باختلاف نوع الجماهير، كجماهير المستهلكين وجماهير الموردين وجماهير الموظفين وجماهير المستثمرين، كما أن الصورة الذهنية عند الجمهور الواحد، لها عدة وجوه أو عناصر تختلف باختلاف الوقت والظرف وسائر الشرائط، والجمهور عبارة عن مجموعة من الإفراد، تقع في محيط نشاط مشروع، أو مؤسسة تؤثر عليها وتتأثر بها، ويختلف في تكوينه حسب طبيعة الأمر، وعلى هذا يمكن وجود الجماهير الآتية لأي مشروع، كجمهور المستخدمين، وجمهور المساهمين، وجمهور المستهلكين الحاليين، وجمهور المستهلكين المتوقعين، وجمهور الموردين، وجمهور المنافسين، وجمهور الطبقات الاجتماعية، وجمهور الحكومة المركزية، وجمهور الحكومة المحلية، وجمهور الصحافة، وجمهور الراديو، وجمهور التلفزيون، وجمهور النوادي والصحف، وجمهور الاتحادات والمؤسسات المهنية والعلمية وغيرها، وعلى هذا يعتبر كل شخص في المنظمة مسئولا عن تكوين شخصية المنظمة، من الرئيس الإداري الأعلى إلى عامل التلفون وعامل النظافة، لأنهم أسرة واحدة مرتبطة بهذه المؤسسة، إن ارتفعت ارتفعوا، وإن انخفضت انخفضوا، ولما كانت سمعة المشروع وشخصيته، قد تتكون على أساس من الرأي العام، وهو الغالب، سواء كان مطابقاً للحقائق أو لم يكن مطابقاً للحقائق، كما ذكرنا ذلك، فمن الضروري معرفة الرأي العام لدى جماهير الناس وتحليله، ثم اتخاذ ما يلزم لتدعيم التفاهم المتبادل بين المنظمة وجماهيرها، كما قد عرفت أنه إذا صار التدافع بين الجانبين، يجب تعديل الأمر بما لا يضر الحقائق، ولا يضر الصورة المنطبعة لدى الرأي العام، ومن هنا تتكون العلاقات العامة بين المؤسسة، وبين الرأي العام، والرأي العام، عبارة عن اتجاهات ومعتقدات ووجهات نظر لمجموعة من الناس يرتبطون بالمؤسسة، وهو بذلك تيار مجرد غير ملموس، نتيجة تفاعل أفكار الأفراد وآرائهم الفردية.

المصدر