إذا اتفقنا
على أن العلاقات العامة تشكل عملية هامة في تزويد الجمهور بكل الحقائق المتصلة
بموضوع ما ، وتمكينه من تكوين آراء منطقية سليمة حول المسائل المتفق عليها أو ربما
المختلف عليها ، فإن أكثر الناس معرفة هم أقدرهم على الوصول إلى آراء واختيارات
ذكية تقوم على أساس التفكير العقلي .
والحقيقة أنه
عن طريق التعليم الرسمي واتساع نشر المعرفة بوسائل الاتصال الحديثة أصبح لدى الناس
كثير من البيانات حول أي موضوع يطرأ في المجتمع .
من هنا يمكن
أن نحدد أساليب ( الخطوات ) التي يمكن أن تتبعها وحدة العلاقات العامة والإعلام
التربوي لتحقيق الأهداف " ديناميكية العلاقات العامة " في الآتي :
1 ـ البحث
والتحري : وهي أهم الخطوات التي تنبني عليها المقومات الأساسية لنجاح نشاط
العلاقات العامة ، فالجهاز أو المؤسسة التي تنتمي إليها هذه الإدارة بحاجة إلى معرفة
آراء المجتمع وردود الفعل عند اتخاذ أي قرار أو تنفيذ أي نشاط ، لذا ينبغي الإجابة
في نهاية البحث عن سؤال مهم مفاده : ماذا الذي يجري الآن ؟
2 ـ التخطيط :
وتشمل تحديد الأهداف القصيرة والطويلة المدى ، ورسم البرامج التنفيذية وهنا ينبغي
الإجابة عن : ما الذي يجب القيام به ؟
3 ـ التنفيذ :
وهي الخطوة التي تتضمن القيام بتنفيذ البرنامج الموضوع من خلال " التواصل
" الذي يسعى إلى تحقيق الهدف الأساسي من البرنامج المعد سواء لتعريف المجتمع
بالمعلومات المطلوبة أو لخلق علاقة إنسانية واجتماعية في البيئة التربوية وتجيب عن
سؤال : كيف يمكن أن ننفذ الاتصال بأيسر السبل وأقواها تأثيرا ؟
4 ـ القياس
والتقويم : وهنا تسعى الإدارة لمعرفة ما حققه البرنامج وفي هذه الخطوة نجيب على
السؤال الأساسي : ماذا حققنا من نتائج ؟
5 ـ التوثيق :
حيث سيساعد ذلك في تدعيم بنك المعلومات للرجوع إليها عند الحاجة وهنا نسأل : كيف
نوثق هذا النشاط ليسهل الرجوع إليه عند الحاجة ؟
متطلبات تنفيذ عملية الاتصال :
( دليل عملي لوحدة العلاقات العامة والإعلام
التربوي )
أ ـ متطلبات
عملية :
ـ وضع خطة
قريبة وأخرى بعيدة المدى لتحقيق أهداف العلاقات العامة .
ـ تحديد
البرنامج ، أو الموضوع المراد التطرق إليه ، وربما كانت مشكلة وتحتاج إلى حل ( وفق
جدول زمني بحسب الخطة )
ـ جمع
المعلومات والحقائق المتعلقة بالبرنامج ، ومن ذلك : ما ينشر في وسائل الإعلام ،
والكتب والدوريات العلمية ، وهنا ينبغي متابعة وسائل الرأي العام بدقة وجمع وتوثيق
كل ما يكتب في الشأن التربوي ، سواء كان الطرح إيجابيا أم سلبيا .
ـ إشعـار كل
العاملين بأنهم معنيون أساسا بالموضوع ، وإشراكهم في أبعاده .
ـ الرجوع لبنك
المعلومات الذي يساعد في التعريف بهذا الموضوع وفي هذا الشأن من المفترض أن يكون
لدى الجهاز قائمة بأسماء وعناوين التربويين والمسئولين والمفكرين من أعلام المنطقة
، الذين يمكن الاستفادة من أطروحاتهم العلمية .
ـ التوقيت
المناسب للطرح الذي يساعد في اكتمال دائرة الاتصال ، وينجح الجهود ، فقد لا يكون
من المناسب أن نتحدث عن استثمار الإجازة الصيفية ، أثناء العام الدراسي ، بينما
يجب تجنيد الطاقات لإعداد حملة إعلامية تعريفية بأنشطة الصيف للطلاب وغيرهم مع
نهاية العام .
ـ محاولة
تقدير الاحتياجات ومتطلبات التنفيذ البشرية والاقتصادية ، ويمكن الاستفادة من
القطاع الخاص لتمويل الحملة أو المساهمة في تكاليفها .
ب ـ متطلبات
شخصية :
يجب أن يتصف
رجل العلاقات العامة والإعلام التربوي بالذكاء وسرعة البديهة ، وحسن المعاملة ،
وحسن المظهر ، وإتقان اللغة ، ودراسة علم النفس ، والقدرة على إعداد الخطابات ،
وجمع المعلومات وتصنيفها إلى جانب ذلك لابد من دراسة وسائل الاتصال بالجماهير ،
والدعاية ، والتحرير الصحفي ، والفني والإذاعي ، وإنتاج الأفلام ، وإقامة المعارض
، والرحلات ، والاجتماعات والمؤتمرات ، وإجراء البحوث العلمية
كما يتعين على
رجل العلاقات العامة أن يكون قادرا على التكيف مع الأحداث وتجددها ، وأن يتصف
بالإيثار والثقة ، فعند عقد مؤتمر صحفي عن نشاط الإدارة ، أو تم استدعاء مسئول
العلاقات والإعلام ـ بحكم أنه لسان إدارته للمجتمع ـ فلا يجوز أن يتحدث عن نفسه
وعن قسمه فقط ؛ لأنه لا يعمل من فراغ بل أنه يعمل من بناء متكامل ، وهنا ينبغي التركيز
في الحديث على ما قام به الكيان التربوي والعاملين فيه ، وما سوف يعود بكل ذلك على
المجتمع ومصالحه ، ويجب الحديث في هدوء دون توتر .
دور مشرف جماعة العلاقات العامة بالمدرسة :
في مجال
العلاقات الداخلية يقوم المشرف بتقوية شبكة العلاقات الاجتماعية بين المدرسة
وأولياء الأمور من خلال مجالس الآباء ، وبين هيئة التدريس والطلاب في إطار جماعات
النشاط الاجتماعي : الرحلات ـ الزيارات ـ الخدمة الاجتماعية ـ الجمعية التعاونية ـ
النوادي الأدبية والعلمية والاجتماعية ، وفي المجالات الثقافية مثل : تنظيم
الندوات واللقاءات العلمية ، وما يمكن أن يساعد في أسلوب الاتصال اليومي لسياسة
المنشأة التربوية من خلال أخبارها العامة والنشاطات الطلابية .
كمـا يمكن
الاستفادة من الصحافة المحلية من خلال جمع أهم الأخبار المحلية ، والوطنية ،
وأخبار التربية والتعليم ، والمشاركات البناءة للقراء في مجالات التربية والتعليم
، وجمعها في ملف يومي أو أسبوعي يوزع على مجتمع المؤسسة التربوية سواء كانت إدارة
التعليم أم المدرسة .
كما يستطيع
"مشرف جماعة العلاقات العامة " أن يتعدى محيط المدرسة إلى مجالات أرحب
وأوسع ، حيث يعمل على إعداد جدول زيارات ليست طلابية فقط ؛ بل يتعداها إلى زملائه
المعلمين والإداريين ، كأن يسعى إلى تنظيم زيارات لنوادي رياضية ، ومكتبات ،
ومطاعم ، ومتنزهات عامة ، وزيارات إنسانية لبعض الجهات التي تحتاج الدعم المادي
والمعنوي كالمشافي ، ودور العجزة ، ودور الملاحظة الاجتماعية وكل ذلك يأتي في إطار
تقوية الروابط بين أعضاء أسرة المدرسة والمجتمع .
أمثلة حية لعمل وحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي :
ـ النشاط
الإنساني :
1ـ متابعة
وسائل الإعلام ، وحث المثقفين من المعلمين وغيرهم على التواصل مع وسائل الإعلام
لإبراز الوجه المضيء للتعليم في بلادنا ، من خلال كتابة المقالات وإجراء
الاستطلاعات والتحقيقات الموضوعية .
2 ـ مشاركة
الرموز التربوية في الحوار البناء والهادف مع الصحفيين وغيرهم ، عند الدخول في
حوار تربوي تجاه قضية تربوية أو حدث ما في وسائل الإعلام
3 ـ إصدار
نشرة يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية لنشر أخبار القطاع وأخبار العاملين
الاجتماعية والإنسانية .
4ـ إقامة
الرحلات والزيارات الجماعية ، وخلق المناسبات التي توثق الروابط بين أعضاء الإدارة
.
5ـ المشاركة
الفاعلة في أفراح الزملاء وإشعارهم بذلك ، وتقديم ما يعزز هذه المشاعر مثل الهدايا
العينية والرسائل الإخوانية .
6 ـ إبراز
التجارب ، والمنجزات ، والخبرات في المنطقة التعليمية ، بما يثري الجوانب التربوية
المتميزة ، ويسهم في التنافس الصحي بين الإدارات التعليمية والأسرة التربوية عموما
.
7ـ ومن المهم
جدا الاتصاف بالأخلاق الحسنة ، وأن تكون شعارا دائما لرجل العلاقات والإعلام ، ومن
ذلك :
ـ الابتسامة
الدائمة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " تبسمك في وجه أخيك صدقة
" .
ـ مد اليد
بالسلام وإشعار الآخرين بحرارة اللقاء ، والسؤال عن الأحوال ، ومناداتهم بأحب
الأسماء إلى قلوبهم .
ـ النصيحة
التي لا تنتقص من مكانة المنصوح فلا يمكن أن نعد التشهير بالزميل أمام الآخرين
" نصيحة " بل إن النصيحة الحقة هي التي تكون بين الناصح والمنصوح بأسلوب
لطيف ، وفي التوقيت المناسب بعيدا عن الآخرين
ـ الأمانة
والصدق مع النفس والآخرين ، وأن تكون المعاملة بالأحسن دائما ، وفي كل الأحوال
والظروف .