728X90

2:29 ص

فنون وأساليب العلاقات العامة




إذا اتفقنا على أن العلاقات العامة تشكل عملية هامة في تزويد الجمهور بكل الحقائق المتصلة بموضوع ما ، وتمكينه من تكوين آراء منطقية سليمة حول المسائل المتفق عليها أو ربما المختلف عليها ، فإن أكثر الناس معرفة هم أقدرهم على الوصول إلى آراء واختيارات ذكية تقوم على أساس التفكير العقلي .
والحقيقة أنه عن طريق التعليم الرسمي واتساع نشر المعرفة بوسائل الاتصال الحديثة أصبح لدى الناس كثير من البيانات حول أي موضوع يطرأ في المجتمع .
من هنا يمكن أن نحدد أساليب ( الخطوات ) التي يمكن أن تتبعها وحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي لتحقيق الأهداف " ديناميكية العلاقات العامة " في الآتي :
1 ـ البحث والتحري : وهي أهم الخطوات التي تنبني عليها المقومات الأساسية لنجاح نشاط العلاقات العامة ، فالجهاز أو المؤسسة التي تنتمي إليها هذه الإدارة بحاجة إلى معرفة آراء المجتمع وردود الفعل عند اتخاذ أي قرار أو تنفيذ أي نشاط ، لذا ينبغي الإجابة في نهاية البحث عن سؤال مهم مفاده : ماذا الذي يجري الآن ؟
2 ـ التخطيط : وتشمل تحديد الأهداف القصيرة والطويلة المدى ، ورسم البرامج التنفيذية وهنا ينبغي الإجابة عن : ما الذي يجب القيام به ؟
3 ـ التنفيذ : وهي الخطوة التي تتضمن القيام بتنفيذ البرنامج الموضوع من خلال " التواصل " الذي يسعى إلى تحقيق الهدف الأساسي من البرنامج المعد سواء لتعريف المجتمع بالمعلومات المطلوبة أو لخلق علاقة إنسانية واجتماعية في البيئة التربوية وتجيب عن سؤال : كيف يمكن أن ننفذ الاتصال بأيسر السبل وأقواها تأثيرا ؟ ‍
4 ـ القياس والتقويم : وهنا تسعى الإدارة لمعرفة ما حققه البرنامج وفي هذه الخطوة نجيب على السؤال الأساسي : ماذا حققنا من نتائج ؟
5 ـ التوثيق : حيث سيساعد ذلك في تدعيم بنك المعلومات للرجوع إليها عند الحاجة وهنا نسأل : كيف نوثق هذا النشاط ليسهل الرجوع إليه عند الحاجة ؟

متطلبات تنفيذ عملية الاتصال :
 ( دليل عملي لوحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي )
أ ـ متطلبات عملية :
ـ وضع خطة قريبة وأخرى بعيدة المدى لتحقيق أهداف العلاقات العامة .
ـ تحديد البرنامج ، أو الموضوع المراد التطرق إليه ، وربما كانت مشكلة وتحتاج إلى حل ( وفق جدول زمني بحسب الخطة )
ـ جمع المعلومات والحقائق المتعلقة بالبرنامج ، ومن ذلك : ما ينشر في وسائل الإعلام ، والكتب والدوريات العلمية ، وهنا ينبغي متابعة وسائل الرأي العام بدقة وجمع وتوثيق كل ما يكتب في الشأن التربوي ، سواء كان الطرح إيجابيا أم سلبيا .
ـ إشعـار كل العاملين بأنهم معنيون أساسا بالموضوع ، وإشراكهم في أبعاده .
ـ الرجوع لبنك المعلومات الذي يساعد في التعريف بهذا الموضوع وفي هذا الشأن من المفترض أن يكون لدى الجهاز قائمة بأسماء وعناوين التربويين والمسئولين والمفكرين من أعلام المنطقة ، الذين يمكن الاستفادة من أطروحاتهم العلمية .
ـ التوقيت المناسب للطرح الذي يساعد في اكتمال دائرة الاتصال ، وينجح الجهود ، فقد لا يكون من المناسب أن نتحدث عن استثمار الإجازة الصيفية ، أثناء العام الدراسي ، بينما يجب تجنيد الطاقات لإعداد حملة إعلامية تعريفية بأنشطة الصيف للطلاب وغيرهم مع نهاية العام .
ـ محاولة تقدير الاحتياجات ومتطلبات التنفيذ البشرية والاقتصادية ، ويمكن الاستفادة من القطاع الخاص لتمويل الحملة أو المساهمة في تكاليفها .

ب ـ متطلبات شخصية :
يجب أن يتصف رجل العلاقات العامة والإعلام التربوي بالذكاء وسرعة البديهة ، وحسن المعاملة ، وحسن المظهر ، وإتقان اللغة ، ودراسة علم النفس ، والقدرة على إعداد الخطابات ، وجمع المعلومات وتصنيفها إلى جانب ذلك لابد من دراسة وسائل الاتصال بالجماهير ، والدعاية ، والتحرير الصحفي ، والفني والإذاعي ، وإنتاج الأفلام ، وإقامة المعارض ، والرحلات ، والاجتماعات والمؤتمرات ، وإجراء البحوث العلمية

كما يتعين على رجل العلاقات العامة أن يكون قادرا على التكيف مع الأحداث وتجددها ، وأن يتصف بالإيثار والثقة ، فعند عقد مؤتمر صحفي عن نشاط الإدارة ، أو تم استدعاء مسئول العلاقات والإعلام ـ بحكم أنه لسان إدارته للمجتمع ـ فلا يجوز أن يتحدث عن نفسه وعن قسمه فقط ؛ لأنه لا يعمل من فراغ بل أنه يعمل من بناء متكامل ، وهنا ينبغي التركيز في الحديث على ما قام به الكيان التربوي والعاملين فيه ، وما سوف يعود بكل ذلك على المجتمع ومصالحه ، ويجب الحديث في هدوء دون توتر .

دور مشرف جماعة العلاقات العامة بالمدرسة :
في مجال العلاقات الداخلية يقوم المشرف بتقوية شبكة العلاقات الاجتماعية بين المدرسة وأولياء الأمور من خلال مجالس الآباء ، وبين هيئة التدريس والطلاب في إطار جماعات النشاط الاجتماعي : الرحلات ـ الزيارات ـ الخدمة الاجتماعية ـ الجمعية التعاونية ـ النوادي الأدبية والعلمية والاجتماعية ، وفي المجالات الثقافية مثل : تنظيم الندوات واللقاءات العلمية ، وما يمكن أن يساعد في أسلوب الاتصال اليومي لسياسة المنشأة التربوية من خلال أخبارها العامة والنشاطات الطلابية .

كمـا يمكن الاستفادة من الصحافة المحلية من خلال جمع أهم الأخبار المحلية ، والوطنية ، وأخبار التربية والتعليم ، والمشاركات البناءة للقراء في مجالات التربية والتعليم ، وجمعها في ملف يومي أو أسبوعي يوزع على مجتمع المؤسسة التربوية سواء كانت إدارة التعليم أم المدرسة .

كما يستطيع "مشرف جماعة العلاقات العامة " أن يتعدى محيط المدرسة إلى مجالات أرحب وأوسع ، حيث يعمل على إعداد جدول زيارات ليست طلابية فقط ؛ بل يتعداها إلى زملائه المعلمين والإداريين ، كأن يسعى إلى تنظيم زيارات لنوادي رياضية ، ومكتبات ، ومطاعم ، ومتنزهات عامة ، وزيارات إنسانية لبعض الجهات التي تحتاج الدعم المادي والمعنوي كالمشافي ، ودور العجزة ، ودور الملاحظة الاجتماعية وكل ذلك يأتي في إطار تقوية الروابط بين أعضاء أسرة المدرسة والمجتمع .

 أمثلة حية لعمل وحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي :
ـ النشاط الإنساني :
1ـ متابعة وسائل الإعلام ، وحث المثقفين من المعلمين وغيرهم على التواصل مع وسائل الإعلام لإبراز الوجه المضيء للتعليم في بلادنا ، من خلال كتابة المقالات وإجراء الاستطلاعات والتحقيقات الموضوعية .
2 ـ مشاركة الرموز التربوية في الحوار البناء والهادف مع الصحفيين وغيرهم ، عند الدخول في حوار تربوي تجاه قضية تربوية أو حدث ما في وسائل الإعلام
3 ـ إصدار نشرة يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية لنشر أخبار القطاع وأخبار العاملين الاجتماعية والإنسانية .
4ـ إقامة الرحلات والزيارات الجماعية ، وخلق المناسبات التي توثق الروابط بين أعضاء الإدارة .
5ـ المشاركة الفاعلة في أفراح الزملاء وإشعارهم بذلك ، وتقديم ما يعزز هذه المشاعر مثل الهدايا العينية والرسائل الإخوانية .
6 ـ إبراز التجارب ، والمنجزات ، والخبرات في المنطقة التعليمية ، بما يثري الجوانب التربوية المتميزة ، ويسهم في التنافس الصحي بين الإدارات التعليمية والأسرة التربوية عموما .
7ـ ومن المهم جدا الاتصاف بالأخلاق الحسنة ، وأن تكون شعارا دائما لرجل العلاقات والإعلام ، ومن ذلك :
ـ الابتسامة الدائمة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " تبسمك في وجه أخيك صدقة " .
ـ مد اليد بالسلام وإشعار الآخرين بحرارة اللقاء ، والسؤال عن الأحوال ، ومناداتهم بأحب الأسماء إلى قلوبهم .
ـ النصيحة التي لا تنتقص من مكانة المنصوح فلا يمكن أن نعد التشهير بالزميل أمام الآخرين " نصيحة " بل إن النصيحة الحقة هي التي تكون بين الناصح والمنصوح بأسلوب لطيف ، وفي التوقيت المناسب بعيدا عن الآخرين

ـ الأمانة والصدق مع النفس والآخرين ، وأن تكون المعاملة بالأحسن دائما ، وفي كل الأحوال والظروف .