728X90

8:05 م

رجل العلاقات العامة.. أخطاء على الهواء مباشرة





الدقة والآنية في عمل رجل العلاقات العامة من الأهمية بمكان خاصة وان من يتولى مثل هذا العمل والإعداد له يعيش تحت ظروف «البث المباشر» إن صح التعبير وأقصد أنه معرض في أي وقت من الأوقات أثناء أدائه لعمله للوقوع في أخطاء واضحة ومحرجة لا سبيل إلى إخفائها!! فعمل رجل العلاقات العامة يقع دائماً تحت المجهر وأمام المسئول الأعلى في الجهاز الحكومي أو في الشركة والجميع يرونه دون أن يتم حذف شيء منه، أو إضافته، فهم ينظرون إلى الأمر كما يجب أن يحدث لا كما حدث!!



موقف حرج
فقد تتعطل السيارة برجل العلاقات العامة وهو في الطريق إلى المطار لاستقبال ضيف مهم، ويصل الضيف دون أن يصل رجل العلاقات العامة، فيقع المسئول «المضيف» في حرج! ليصب جم غضبه بعد ذلك على رجل العلاقات العامة.
وقد ينسى رجل العلاقات العامة موعداً أو يأخذه النوم عنه فيقع في إحراج آخر!!

اختيار غير موفق
وقد يختار مطعماً أو فندقاً لا يجد القبول من الضيوف فيذهب كل ما عمله سدى، وقد تتعطل أجهزة الصوت أو «المايكروفونات» في صالة الاجتماعات فجأة ليستدير الجميع في نظرة عتاب على المسئول عن إدارة العلاقات العامة أو أي العاملين في هذه الإدارة.

إحراج إعلامي!!
وقد يوجه المسئول مدير العلاقات العامة بنشر خبر مهم في اليوم التالي ويبذل المدير كل جهده لإيصال الخبر للصحف المحلية فيفاجأ بأنه لم ينشر في اليوم التالي بسبب الإعلانات التي تزدحم بها الصحف أو بسبب عدم الاهتمام من قبل قسم «الدسك» في الجريدة أو بسبب وجود أخبار أخرى أكثر أهمية من هذا الخبر فيصب المسئول جم غضبه على مدير العلاقات العامة ويلقي اللائمة على الإدارة ويتهمها بالقصور الإعلامي!!

المخرج وموظف العلاقات!!
من هنا فإنني أشبه عمل رجل العلاقات العامة بعمل المخرج التلفزيوني الذي ينفذ برنامجاً جماهيرياً على الهواء مباشرة، أو مثل غيره من الموظفين ممن يخرجون برنامجاً ليس على الهواء مباشرة.

فالمخرج التلفزيوني الذي يخرج برنامجاً على الهواء مباشرة قد يقع في خطأ أثناء الإخراج أو اختيار اللقطات فيراها جميع المشاهدين دون حذف أو إضافة، مثله مثل رجل العلاقات العامة الذي قد يقع في نفس الحرج أو مثل غيرهم من الموظفين الذين يتولون وظائف كتابية تعتمد على إعداد الدراسات والبحوث وانجاز المعاملات ممن يخرجون برنامجاً تلفزيونياً ولكن ليس على الهواء مباشرة فيستطيعون أن يعدلوا ويضيفوا ويحذفوا كما هو الحال للمخرج الذي يستطيع أن يبعد بعض اللقطات غير المناسبة وغير الجيدة من البرنامج دون أن يشاهدها الآخرين.

والمسئول قد يطلع على دراسة أعدها موظف مختص وقد يشرح على المعاملة «للحفظ أو لإكمال الإجراء أو للمفاهمة، أو للتأمل، أو أي شرح آخر»، أما عمل رجل العلاقات العامة فهو عمل آني ومستمر ولا يعتمد في كثير من الأحيان على أعمال ورقية بل عبارة عن مواقف متكررة ومستمرة وحية وملاصقة للمسئول في الجهاز من هنا فإن أخطاء العاملين في مجال الإعلام وبالذات في مجال العلاقات العامة أكثر من غيرهم لأنها تتم على الهواء مباشرة ولا يمكن تغطيتها أو إخفاؤها كما هو الحال بالنسبة للوظائف الأخرى!!

موظف ومواقف!
ورغم أن رجل العلاقات العامة يضع التصور لانجاز العمل ويعرضه على رؤسائه لأخذ موافقتهم على مراحل العمل «مثل برنامج الزيارة» إلا أن التنفيذ قد تلازمه ظروف شتى منها ما يقع تحت سيطرة رجل العلاقات العامة، ومنها ما يكون خارجاً عن دائرة سيطرته، على أن الأمر الثاني لا ينظر على أنه خطأ طبيعي بل ينظر إليه على أنه خطأ وقع من رجل العلاقات العامة؟!

متى يكون مخطئاً؟!
فرجل العلاقات العامة يكون مخطئاً بالظروف التي تقع تحت سيطرته ويكون بريئاً منها «براءة الذئب من دم يوسف» عندما يكون ما حدث نتيجة عامل أو مؤثر خارجي يلازم الحالة التي يتولاها رجل العلاقات العامة، فقبل أن نصدر الحكم على رجل العلاقات العامة بالتقصير وعدم الاهتمام واللامبالاة يجب التأكد من نوع الخطأ هل هو نتيجة لتقصير منه في أمور تحت سيطرته أم أنها نتيجة لعامل أو مؤثر آخر لا دخل لرجل العلاقات العامة به ؟!

صفات رجل العلاقات العامة!
من هنا كان لزاماً على رجل العلاقات العامة أن يتصف بصفات لا تتوافر في غيره من الموظفين من أبرزها وأهمها:
1- سرعة البديهة. 2- القدرة على التصرف في المواقف الحرجة. 3- القدرة على إقامة علاقات جيدة مع الآخرين. 4- القدرة على التحمل. 5- الذكاء.


فرجل العلاقات العامة يحسده الكثيرون على اتصاله المباشر بالإدارة العليا في الجهاز كالوزير أو نائبه أو رئيس مجلس الإدارة في الشركات، ويعتقد البعض أن هذه الصلة ستمهد لرجل العلاقات العامة طريق الترقية وهم لا يعلمون إن رجل العلاقات العامة أيضاً أكثر الموظفين تعرضاً للمواقف الحرجة التي قد تفقده منصبه والقناعة به من قبل المسئولين إذا افتقد لبعض الصفات الواجب توافرها في أي رجل علاقات عامة ،التي ذكرنا بعضاً منها سلفاً.