728X90

7:19 م

العلاقات العامة الاليكترونية



حللت هذه الدراسة نماذج استخدام الإنترنت كوسيلة للعلاقات العامة الإليكترونية في المواقع الحكومية الإليكترونية العربية، لمعرفة إلى أي مدى تستفيد هذه المواقع من إمكانيات الإنترنت في تسهيل تواصلها مع المواطنين، ومع وسائل الإعلام، وإلى أى مدى تتبني نموذج الحوار الاليكتروني في التواصل مع جماهيرها المستهدفه ومدى استخدامها لتقنيات و وسائل التواصل التفاعلية، والاستراتيجيات الاتصالية التي تتبعها هذه المواقع، ونوعية أدوات العلاقات المستخدمة وطرق الترويج المتبعة وسمات المحتوي المقدم وتقنيات التواصل المستخدم، وأبرز عناصر تصميم مواقعها، ومدى تطبيقها لمفاهيم الحوار والتواصل التفاعلي الاليكتروني مع المواطنين، وطبيعة النموذج النظري الذي ينطبق على الممارسات الاتصالية المتبعة في هذه المواقع وذلك من خلال تطبيق نموذج جروينج وهانت Gruing and Hunt ونموذج تايلور Taylor وأخرون.


كما عنت الدراسة بفحص طبيعة تطبيقات العلاقات العامة الاليكترونية في هذه المواقع والعوامل المجتمعية والسياسية المؤثرة فيها، وحالة وأدوار العلاقات العامة في الاتصال السياسي في النظ العربية.

وتم تحليل المواقع الإليكترونية في معظم الدول العربية وخاصة مواقع دوواين الرئاسة ورئاسة الحكومة ووزارات الدفاع والداخلية والخارجية والإعلام (81 موقعًا) من 19 دولة عربية باعتبارهم يمثلون أبرز وسائل التواصل الاليكتروني بين الحكومات العربية ومواطنيها

وخلصت الدراسة الي أن المواقع العربية الحكومية لا تعتمد بشكل كبير على الإنترنت كوسيلة للعلاقات العامة، وإنها لم تستفد بشكل كامل من الإمكانيات التي توفرها الانترنت، وانها تتبني النموذج المعلوماتي العام والوكالة العامة public information and press/agentry models وإنها أقل اهتماما بالنماذج الاتصالية التماثلية واللاتماثلية asymmetrical and symmetrical models. كما وجدت الدراسة بعض جوانب القصور في هذه المواقع سواء من حيث طبيعة المضامين التي تقدمها سواء للمواطنين أو لوسائل الإعلام وكذلك في استخدامها لوسائل التواصل الاليكتروني أو في تطبيقها لمفاهيم الحوار التفاعلي.

وخلصت الدراسة الي أن هذه المواقع استخدمت 18 وسيلة من وسائل العلاقات العامة في التواصل مع الجمهور، و15 طريقة للترويج لمؤسساتهم اليكترونيا و15 تكنيكا للتواصل مع المواطنين و21 عنصرا تصميما لتوصيل مضامينها ، كما تنوعت مضامينها الي 13 موضوع وتقوم معظمها بعرض موضوعاتها بلغتين أو أكثر، بيد أن أهداف هذه المواقع تمحورت في مجرد التواجد الاليكتروني وتحسين صورة مؤسساتهم أكثر من تقديم خدمات اتصالية للمواطنين ولوسائل الإعلام، كما كشفت الدراسة عن قصور شديد سواء في مضامينها أو في الوسائل الاليكترونية التي تستخدمها أو في تطبيقاتها لوسائل التواصل التفاعلي، وهو ما يشير إلى أن تمارس أعمالها بدون استراتيحية اتصالية متكاملة تسعى من خلالها لتحقيق أهدافها أو للتواصل مع الجمهور وتلبية احتياجات وسائل الاعلام. وبالرغم من وجود بعض مظاهر التواصل التفاعلي على هذه المواقع، إلا أنها لا تزال بعيدة عن الاستخدام المطلوب، ومعظمها لا يتصف بالتفاعلية والحيوية ، بل بالثبات وتكرارية المحتوى ، ونادرًأ ما تقوم بتحديث صفحاتها، أو عرض معلومات ثرية كافية لتلبية احتياجات المواطنين أو وسائل الإعلام .

وبالرغم من وجود بعض معالم للمبادئ الخمسة التي يستند إليها نموذج الاتصال التفاعلي في هذه المواقع، إلا أنها لم تعكس وجودًا تفاعليًا حقيقيًا ، حيث أبدت اهتمامًا اكبر باستخدام نماذج الوكالة العامة والاعلام العام أكثر من استخدام نماذج الاتصال التماثلي واللاتماثلي. كما اتضح أن عدداً قليلاً من هذه المواقع يعتمد على استراتيجيات اتصالية محددة في استخداماتها للوسائل الاليكترونية المستخدمة او الترويجية أو الاتصال التفاعلي، وهو ما قد يرجع لتراجع المناخ الديمقراطي في الدول العربية وتردى حالة حرية التعبير وعدم تمتع الأفراد بحرياتهم الفردية وضعف مؤسسات المجتمع المدني ، فمعظم هذه المواقع تفتقر للشفافية والدينامية والتفاعلية وفاعلية المضامين المقدمة.

ويمكن استعراض إضافاته المعرفية في النقاط التالية: الموضوع والفكرة والمجال والدافع البحثي)

تأتي هذه الدراسة في إطار تيارين بحثيين الأول: يعني بنماذج وأنماط الاتصال المتبعة داخل المنظمات مع جماهيرها المستهدفة، ويحاول صياغة نماذج نظرية تستكشف أنسب هذه النماذج، والثاني يعنى بفنون وأشكال وأساليب العلاقات العامة الإليكترونية. وقد حاولت الدراسة تحديد طبيعة النموذج الاتصالي الذي ينطبق على إنماط الاتصال المتبعة في المواقع الحكومية الإليكترونية العربية، وإلى أى مدى توظف تقنيات وفنون الإتصال الإليكتروني الحديث في استخداماتها للإنترنت كوسيلة علاقات عامة في مجال التواصل مع الجمهور ووسائل الإعلام.

حاولت الدراسة أن تسهم في تحليل طبيعة ونمط الاتصال السياسي الذي تتبعه الحكومات العربية في التواصل مع مواطنيها، وإلى أى مدى تتبني نموذج الحوار الاليكتروني في التواصل مع جماهيرها المستهدفه ومدى استخدامها لتقنيات و وسائل التواصل التفاعلية، والاستراتيجيات الاتصالية التي تتبعها هذه المواقع، ومن ثم الدعوة إلى تطوير هذه المواقع من أجل تعزيز سبل التواصل السياسي الفعال مع المواطنين ووسائل الإعلام.

حاولت الدراسة تحليل الفنون والأشكال والأساليب والاستراتيجيات الاتصالية الإليكترونية التي يمكن أن توظيفها في مجال التواصل مع الجمهور ووسائل الإعلام، كما بنت تصوراتها على تراث سابق ثرى في مجال العلاقات العامة الإليكترونية وفي مجال النظم والنماذج الاتصالية التي يمكن ان تتبعها المنظمات في التواصل مع جماهيرها المستهدفة ومن بينها هذه النماذج ما طرحه جروينج

من بين دوافع الدراسة أنه في الوقت الذى يوجد تراث كبير في مجال النماذج الاتصالية المتبعة داخل المنظمات في علاقاتها مع جمهوره المستهدف، فإنه لا توجد دراسات كثيرة حاولت إختبار هذه النماذج على واقع الأنماط الاتصالية المتبعة في المنظمات العربية سواء الرسمية أو غير الرسمية وخاصة في اتصالاتها وتعاملاتها الإليكترونية مع جماهيرها المستهدفة، كما أن المعلومات المتوافرة في هذا الصدد متفرقة ومبعثرة، ومن ثم حاولت هذه الدراسة قراءة واقع هذه الأنماط عربيًا، وخاصة في المنظمات والمؤسسات الحكومية الفاعلة مثل دواوين الرئاسة ورئاسة الوزاء ووزارات الإعلام والدفاع والخارجية والداخلية، بإعتبارها أبرز المنظمات التي يجب أن تحرص على توظيف كل تقنيات الاتصال المتاحة من أجل تحقيق تواصل تفاعلي حي مع جماهيرها المستهدفة.


إنتهت الدراسة لنتائج يمكن أن تفيد في تطوير طرق التواصل المتبعة في المواقع الحكومية العربية الإليكترونية ، من بينها أن هذه المواقع لا تتسم بالتفاعلية والتواصل الحواري المفتوح والشفاف مع المواطنين ومع وسائل الإعلام، وإنها لا تتبع النماذج الاتصالية التي توفر طرق تواصل أكثر تفاعلية مع جمهورها المستهدف، ولا توفر مضامين ذات جدوى حقيقية للجمهور المحلي على صفحاتها،وإنها تعمل بدون إستراتيجيات اتصالية واضحة المعالم، ولا تعني كثيرًا بتحديث صفحاتها وبتوفير صيغ المشاركات التفاعلية أو تطبيق المفاهيم الحديثة في التصميم والعرض والتوصيل، وهو ما قد يؤثر على صورة هذه المؤسسات الحكومية، وإن كانت تعكس في محصلتها الأخيرة واقع الاتصال السياسي في العالم العربي والذى يفتقر لحد كبير للمناخ الديمقراطي الحر.

المصدر :
https://www.facebook.com/ModernPublicRelations94?ref=stream