ينبغي أن يتصف مدير العلاقات العامة- شأن بقية
زملائه في العمل- بصفات معينة يتطلبها هذا العمل, إلا أنه كمدير يجب أن ينفرد
بخصائص وسمات معينة.
وينصح الخبراء بضرورة أن تهتم المنظمات بقضية
اختيار الشخص الذي تعهد إليه برئاسة جهاز العلاقات العامة, فيجب أن يكون من أفضل
العناصر, بحيث يمتلك من الملامح ما يجعله يحقق النجاح المنشود, وينبغي الاهتمام
بخصائص وسمات كثيرة لعل من أهمها:
1.القدرة على وضع أهداف العلاقات العامة داخل
الشركة, وتطوير استراتيجيات تحقيقها, وتحديد الأولويات ووضع السياسات.
2. القدرة على إيجاد بيئة ملائمة لعمل العلاقات
العامة داخل الشركة أو المنظمة.
3. إمكانية الإسهام في وضع تصورات المستقبل
بالنسبة للمنظمة بالتعاون مع الإدارة.
4. الفهم الكامل بالمظاهر الواسعة لعمل
العلاقات العامة أكثر من كونه متخصصًا في بعض وجوه العمل في العلاقات العامة.
5. الخبرة الواسعة بعمل العلاقات العامة في
منظمات وقطاعات متعددة.
6.القدرة على تحديد المشاكل, وإيجاد الحلول
المناسبة لها.
7. القدرة على التنفيذ من خلال فريق العمل,
والتحكم في مهارات الأفراد لإنجاز المهام المتكاملة لوظيفة العلاقات العامة,
والتنسيق بين الأفراد.
8. القدرة على اجتذاب, وتجنيد عناصر جديدة لدعم
جهاز العلاقات العامة.
9. امتلاك مهارات التنظيم, والقدرة على تدريب
العاملين وتحفيزهم وتنمية مهاراتهم.
ويرى البعض
أن هناك- أيضًا- قدرات يجب أن تتوفر في مدير إدارة العلاقات العامة
باعتباره ضمير المنظمة, ولعل من أهم هذه الصفات والقدرات :
1. قدرات إدارية: أي القدرة على الإشراف على
جهاز العلاقات العامة, وتوجيه الخبراء الأخصائيين به, والعمل على تنمية قدراتهم
باستمرار.
2. القدرة على تحديد الأولويات التي تحكم
اختيار الجماهير ووسائل الاتصال المناسبة للاتصال بهذا الجمهور.
3. القدرة على حسن استخدام القوى البشرية,
والإمكانات المادية المتاحة لجهاز العلاقات العامة.
4. القدرة على الاتصال بكافة العاملين
بالمنظمة؛ حتى يمكن الحصول على ما يلزمه من معلومات من الإدارة والأقسام المختلفة
بالمنشأة.
5. القدرة على فهم المشكلات المعقدة في
العلاقات الإنسانية التي لم تخضع بعد للتجريب العلمي والعملي, وتكون لديه القدرة
على وضع الحلول المحددة الصابئة لها.
6. القدرة على الإقناع وأن يكون لديه الشخصية
القادرة على الدفاع عن السياسات التي يرسمها في برنامجه.
وبهذا فإن هذه المواصفات هي بمثابة توجيهات
للإعلامي ولرجل العلاقات العامة يضعها نصب عينيه عند ممارسة مهنة الإعلام
والعلاقات العامة. ولقد ذكر الكتاب وعلماء الاتصال عشرات الصفات والخصائص ليخرجوا
في النهاية الشخص القادر على ممارسة مثل هذه المهن, وتقديم الصورة الحقيقية
ورسالتها ودورها الفعال للمجتمع.
وبهذا فقد تطور إعداد خبراء العلاقات
العامة حتى وصل إلى مرتبة الدراسات
الجامعية العليا في كليات الإعلام وأقسامه بالجامعة , كما أصبحت دراسة العلاقات
العامة داخل دراسات الاتصال في معاهد وكليات الفنون والتجارة والعلوم الإدارية ,
بهدف تحقيق التكامل بين التخصصات التي تثري عمل العلاقات العامة , وهناك –الآن-
الكثير من المعاهد والكليات المتخصصة في مجال العلاقات العامة , ومدى الاهتمام
بهذا التخصص لما لـه من دور حيوي في المجتمع.
وبهذا فإن العلاقات العامة في القرون القادمة
ربما تكون هي الجزء الهام في عمل المؤسسات, وتؤدي دورًا أكثر استراتيجيةً.
هذا بالإضافة إلى أن علماء الاجتماع يهتمون
بشكل متزايد بالعلاقات بين المنظمات وبيئاتها ونظمها , ولما للدور الإنساني من
تأثير , مدركين أن المنظمات يجب أن تتكيف إلى درجة ما مع النظام الأعلى الخاص بها
, وذلك بفضل جهود العلاقات العامة.
ويرى أرثربليوباج , دوجلاس هيرل بأن المفتاح
المقدم لنجاح المنظمات والمجتمعات في الفترات المقبلة هو فهم الجماهير أو بشكل
أكثر دقة هو قدرة العلاقات العامة وجهودها فيما يفكر فيه الجمهور وما يهتم به.
وتأسيسًا على هذا النهج فإن العلاقات العامة
تعني التوسل بالمعلومات والاتصالات الإقناعية لكسب التأييد العام لنشاط أو هدف ,
أو حركة , أو مؤسسة , ولذلك يقوم بالعمل في مجالها خبراء مدربون يقومون بوضع
الخطوط الخاصة بنشاطها , وينفذونها طبقًا للمبادئ العلمية وأسس الاتصال الإقناعي.
وعلى ضوء ما تقدم لا بد من ذكر حقيقة أنه ليس
هناك رجل مثالي في العلاقات العامة يلم بجميع الصفات المذكورة ؛ لكون هذا الرجل هو
كائن إنساني يتأثر بخبرته وبيئته , مما يجعل من العسير أن يحوز كافة السمات التي
ذكرت , بل إن هناك رجل العلاقات العامة الناضج الذي تتشكل أخلاقياته وفقًا لبعض
المستويات والمعايير المحددة.
وبهذا , يلاحظ من خلال ما سبق عرضه أن هذه
المتطلبات والوظائف والمبادئ لممارسة مهنة العلاقات العامة لهى بمثابة قواعد يجب
أن تتوفر فيمن يمارس هذه المهنة ؛ حيث إن معرفة الواجبات والمبادئ اللازمة للمهنة
, وممارستها لهي من صميم أخلاقيات المهنة وأخلاقيات الممارسة على حد سواء.
واستنتاجًا من هذه الملاحظات يتوصل الباحث إلى
أن الإيمان بقيمة العمل والتفاني فيه , والإحساس بأن هذا العمل قيم وذو رسالة , مع
الالتزام بالانضباط ومراعاة الضمير وإيقان القائم بالاتصال بأن لـه رسالة سامية يجب أن يؤديها بالشكل المطلوب,
وليضع نصب عينيه أنه مهما اجتمعت قوانين الأرض, واتحدت المبادئ والقيم الأخلاقية
للمجتمع لن تغير فيه شيئًا إلا إذا كان مؤمنًا بقيمة هذه الأمور, مراعيًا في
أدائه, شغوفًا فيها, متطبعًا بها, وليس متكلفًا بها وبهذا فإن العنصر البشري هو-
بحق- الدعامة الأساسية لنجاح برنامج إدارة العلاقات العامة في أي مؤسسة من
المؤسسات.
المصدر :
أ/ وليد خلف الله دياب